كتاب غاية النهاية في طبقات القراء

المجلد الأول - باب العين - ج: 1 - ص: 611

الأندلسي ومنهم الإمام أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن الكردنوس١ التوزري٢ المقرئ ومنهم الإمام أوحد العصر أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأنصاري٣ المقرئ المعروف بالبطيلي٤ ثم قال وله شيوخ كثيرة اقتصرت على هؤلاء خوف التطويل، قلت: نسأل الله العافية والسلامة فما مع هذا كلام مع أن أسانيده التي كان يخبر بها أول زمانه مع وجود أقرانه كانت مستقيمة كالذي كتبه للشيخ عبد السلام الزواوي ولكنه لم يستمر على حاله وكما يقال من طلبه كله فاته كله، قرأ عليه الإمام أبو عبد الله الفاسي والقاضي عبد السلام وأحمد بن عبد الباري وأخوه عبد الكريم الصعيدي والحافظ أبو بكر بن مسدي والرشيد أبو بكر بن أبي الدر ويعقوب بن بدران الجرائدي وابنه عبد الرحمن بن عيسى وحدث عنه الحافظان ابن النجار والزكي عبد العظيم والكمال الضرير وروى عنه كثيرًا من كتب القراءات الحسن بن عبد الكريم سبط زيادة وآخر من روى عنه بالإجازة سليمان بن حمزة الحنبلي، وفي الجملة فكتابه الذي جمعه وسماه الجامع الأكبر لم يجمع مثله في هذا الفن فإنه لم يترك من القراءات شيئًا قل ولا جل إلا نادرا من رآه رأى العجب أخبرني شيخنا العلامة سراج الدين عمر بن رسلان البلفيني٥ أن عنده له نسخة كاملة، توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وستمائة بالإسكندرية -رحمه الله تعالى.

٢٤٩٣- عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت بن عيسى أبو موسى الجزولي النحوي، قال ابن خلكان: كان إماما في القراءات، وذكر بعض أصحابه أنه رجلًا جاء ليقرأ عليه رواية أبي عمرو فقال له بعض الحاضرين: أتريد أن تقرأ النحو على الشيخ فقال: لا فأنشد الشيخ

لست للنحو جئتكم ... لا ولا فيه أرغب

خل زيدًا لشأنه ... أينما شاء ليذهب

---

١ الكردنوس ق الكردنوس ع الكرديوش ك.
٢ التورزي ع.
٣ الأنصار ع.
٤ بالبطيلي ق بالبطيلي ع.
٥ البلفيني: الصواب "البلقيني"، عنده به نسخة ع.