كتب القراءات وأخذ يجمع منها حتى اجتمع عنده ما لم يجتمع عند غيره. وبقي إذا ظفر بكتاب مخروم يكمله بخطه الحسن، ورحل إلى الخليل فقرأ على الجعبري بالعشر وكتب كثيرا من مؤلفاته وقرأها عليه, وسمع المستنير من الحجار, وبلغني أنه تلا العشر على ابن مؤمن، ولم أعلمه أقرأ أحدا، مات في طاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وبيعت كتبه بالقفاف قيل لي: إنه اجتمع عنده نحو ألف شاطبية, والله أعلم.
٣١٦٢- محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن أبو عبد الله الأموي الداني, المعروف بالأشقر نزيل سبتة, مقرئ خير صالح، قرأ القراءات على أبي الحسن بن شفيع وأبي محمد بن إدريس، قرأ عليه أبو الصبر أيوب بن عبد الله، قال الأبار: أقرأ القرآن, فكان عالي الرواية فاضلا مجاب الدعوة، توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
٣١٦٣- محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك أبو عبد الله الطائي الأندلسي الجياني الشافعي, الإمام النحوي الأستاذ إمام زمانه في العربية، ولد بجيان سنة ثمان وتسعين وستمائة١ وقيل: سنة ستمائة، وأخذ القراءات والنحو عن ثابت بن خيار فيما ذكر جماعة وذلك ببلده جيان ثم قدم دمشق فأخذ عن أبي الحسن علي بن محمد السخاوي وسمع منه ومن أبي الفضل مكرم بن محمد بن أبي الصقر وأبي صادق بن الصباح ومحمد بن أبي الفضل المرسي، ثم توجه إلى حلب فنزل بها وبحماة وأخذ عنه بهذين البلدين ثم قدم دمشق مستوطنا ونزل بالعادلية الكبرى وولي مشيختها الكبرى التي من شرطها القراءات والعربية وأظن ولايته لها بعد أبي شامة، وأقام بالعادلية وألف التواليف المفيدة في فنون العربية, من ذلك التسهيل الذي لم يسبق إلى مثله والكافية والخلاصة ونظم في القراءات قصيدتين إحداهما دالية, رأيته يقول فيها:
ولا بدّ من نظمي قوافي تحتوي ... لما قد حوى حرز الأماني وأزيدا
والأخرى لامية موجودة, أولها:
١ ثمان وتسعين وستمائة "الصواب: وخمسمائة"، وقيل: سنة ستمائة, لا ك.