للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بذكر إلهي حامدًا ومبسملًا ... بدأت فأولى القول يبدأ أولا

وآخرها:

وزادت على حرز الأماني إفادة ... وقد نقصت في الجرم ثلثا مكملا

قلت: وقد شاع عند كثير من منتحلي العربية أن ابن مالك لا يعرف له شيخ في العربية ولا في القراءات وليس كذلك بل قد أخذ العربية في بلاده عن ثابت بن خيار كما تقدم, وحضر عند الأستاذ أبي علي الشلوبين نحو العشرين يوما وأخذ عن السخاوي العربية والقراءات, ولما دخل حلب لازم حلقة ابن يعيش ثم حضر عند تلميذه ابن عمرون ولزمه, وكان ذهنه من أصح الأذهان مع ملازمته العمل والنظر١ والكتابة والتأليف وبدون ذلك يصير أستاذ أهل زمانه وإمام أوانه، وقد أخذ عنه العربية غير واحد من الأئمة غير أني لا أعلم أحدا قرأ عليه القراءات ولا أسندها عنه, بل حدثنا بكثير من مؤلفاته جماعة من أصحابه, وحدثني بعض شيوخنا أنه كان يجلس في وظيفته مشيخة الإقراء بشباك التربة العادلية وينتظر من يحضر يأخذ عنه, فإذا لم يجد أحدا يقوم إلى الشباك ويقول: القراءات القراءات العربية العربية ثم يدعو ويذهب ويقول: أنا لا أرى أن ذمتي تبرأ إلا بهذا, فإنه قد لا يعلم أني جالس في هذا المكان لذلك، وكان قد نظم الكافية الشافية بحلب والخلاصة بحماة للشيخ شرف الدين البارزي والتسهيل بدمشق، مات رحمه الله بدمشق ليلة الأربعاء ثالث عشر شعبان سنة اثنتين وسبعين وستمائة وصلي عليه بالجامع الأموي, ودفن بسفح قاسيون.

٣١٦٤- محمد بن عبد الله بن عبد المنعم بن رضوان أبو بكر الكناني المصري المعروف بابن الصواف, مقرئ متصدر مشهور، تلا بالسبع على الكمال الضرير ومرتضي بن جماعة وروى الشاطبية عنهما وعن محمد بن الناظم وعيسى بن مكي بن حسين وابن الأزرق، رواها عنه محمد بن علي بن سلامة وأحمد بن أحمد بن الحسين الهكاري وسماعها٢ منه سنة اثنتين وسبعمائة, وكان مصدرا بالجامع العتيق بمصر، توفي سنة خمس عشرة وسبعمائة بمصر.


١ والنظر ع ق, والمطالعة ك.
٢ وسماعها: لعل الصواب "وسماعهما".

<<  <  ج: ص:  >  >>