إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد..
أما بعد..
فإن الله اصطفى من خلقه أنبياء ورسل وحمَّلهم رسالته إلى خلقه لتعليمهم دينه الذي ارتضاه لهم.
وجعل خاتمهم أفضلهم وإمامهم محمداً صلى الله عليه وسلم وجعل رسالته خاتمة الرسالات ودينه ناسخاً لما قبله.
ثم اختار لصحبته صفوة الخلق بعد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد كانوا- بفضل الله- جديرين بذلك الاختيار، فحملوا الرسالة من بعده صلى الله عليه وسلم وكانوا أمناء على أدائها على الوجه الأكمل، وكانوا المجتمع الأنموذج والتطبيق الفعلي لمبادئ تلك الرسالة، وخرجوا من جزيرتهم فاتحين ينشرون دين الله في الأرض ويعلِّمون البشرية مبادئ تلك الرسالة حاملين بأيديهم نوني السنان والبيان ووسيلتهم في ذلك: