للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان الزجاج قد جعل همه الأول: هو الناحية اللغوية، متحملاً - وحده- مسؤوليتها، وألقى على المفسرين: مسؤولية التفسير النقلي: فإنه لم يتخل عن الدفاع عن الإسلام، وشرح بعض مسائله بإطالة، كلما سنحت فرصة، أوْ وُجِدَ داع.

فهو أفاض في شرح مسائل من الميراث، ودافع ضد الرافضة، والشيعة دفاعاً يستحق التقدير، إذ لم يترك فيه لهما منفذاً، ولا وجهة نظر يؤيدان بها آراءهما.

ولكنه - حتى في هذا الدفاع - معتمد على اللغة، واستخراج دقائقها.

وقدرته - على إفحام هؤلاء - ترتكز على أسس من اللغة، أكثر مما تعتمد على أي شيء آخر. أ. هـ.

فها أنتم ترون: أن الزجاج - في معاني القرآن وإعرابه - قد توسع في شرحه، وتناول قضايا فقهية، أملتها عليه الظروف الثقافية، والسياسية، في زمانه، الذي كانت تنتشر فيه فرق الرافضة، والشيعة.

كما رأيتم أنه كان - في دفاعه عن الإسلام، ضد الفرق المنحرفة - يعتمد على اللغة، واستخراج دقائقها.

وقد كان - في كل أموره - ملتزماً حدود التفسير اللغوي، ولم يجاوزه إلى غيره، حيث ترك أمر التفسير النقلي، إلى المفسرين، الذين يُعنون بكل ما يتصل بالقرآن من شؤون.

<<  <   >  >>