للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا " (١) .

بل إن الرحمة بالخلق والتمسك بالحق خصلة من خصال الأنبياء كما هو ظاهر في قصصهم عليهم السلام، ومثال ذلك ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: كأني انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكى نبياً من أنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (٢) .

ولقد سار سلف الأمة على ذلك، فهذا أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه يقول الحق ويرحم الخلق ن فإنه لما رأى سبعين رأساً من الخوارج وقد جزت تلك الرؤوس ونُصبت على درج دمشق، فقال رضي الله عنه إعلاماً بالحق: سبحان الله، ما يصنع الشيطان ببني آدم، كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء.

ثم بكى قائلاً: بكيت ُ رحمة لهم حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام (٣) . ١

وكان أويس القرني – رحمه الله – إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضْل من الطعام والشراب، ثم يقول: اللهم من مات جوعاً فلا تؤخذني به، ومن مات عرياناً فلا تؤاخذني به (٤) .

وكان عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – يقول: يا ليتني عملتُ فيكم بكتاب الله وعملتم به ن فكلما عملت فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شئ منها خروج نفسي (٥) .


(١) أخرجه البخاري،ك بدء الخلق، ح (٣٢٣١) ، ومسلم ن ك الجهاد ح (١٧٩٥) .
(٢) أخرجه البخاري ك بدء الخلق،ح (٣٢٣١) ، ومسلم، ك الجهاد ح (١٧٩٥) .د
(٣) أنظر تفصيل ك أحاديث الأنبياء (٣٤٧٧) ، ومسلم ح (١٧٩٢)
(٤) صفة الصفوة ٣/ ٥٤.
(٥) انظر جامع العلوم والحكم ١/ ٢٢٣.

<<  <   >  >>