للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وغربة ١ العلم وكثرة من يتكلم بهذه المسألة من الملحدين، اشتبه الأمر فيها على بعض العوام من المسلمين الذين يحبون الحق، فلا تحقرها وأمعن النظر في الأدلة التفصيلية، لعل الله أن يمن عليك بالإيمان الثابت، ويجعلك أيضا من الأئمة الذين يهدون بأمره. فمن أحسن ما يزيل الإشكال فيها ويزيد المؤمن يقينا ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعلماء بعدهم فيمن انتسب إلى الإسلام كما ذكر "أنه صلى الله عليه وسلم بعث البراء ومعه الراية إلى رجل تزوج امرأة أبيه ليقتله ويأخذ ماله"، ومثل همه بغزو بني المصطلق لما قيل إنهم منعوا الزكاة ٢ ومثل "قتال الصديق وأصحابه لمانعي الزكاة وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم وتسميتهم مرتدين" ومثل إجماع الصحابة في زمن عمر على تكفير قدامة بن مظعون وأصحابه إن لم يتوبوا لما فهموا من قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} ٣ حل الخمر لبعض الخواص، ومثل إجماع الصحابة في زمن عثمان رضي الله عنه على تكفير أهل المسجد الذين ذكروا كلمة في نبوة مسيلمة مع أنهم لم يتبعوه، وإنما اختلف الصحابة في قبول توبتهم٤، ومثل تحريق علي رضي الله عنه أصحابه لما غلوا فيه، ومثل إجماع التابعين مع بقية الصحابة على كفر المختار بن أبي عبيد ومن اتبعه مع أنه يدعي أنه يطلب بدم الحسين


١ لفظ (غربة) هو الذي ورد في نسخة سماحة المفتي بقلم عبد العزيز بن ناصر وفي مخطوطة الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الحصين. وورد في بقية النسخ لفظ (غرابة) .
٢ حتى كذب الله من نقل ذلك صرح المؤلف بذلك في رسالته إلى أحمد بن عبد الكريم وهي في الجزء الأول من روضة الأفكار والأفهام لابن غنام.
٣ سورة المائدة آية: ٩٣.
٤ قال الشيخ في رسالته إلى أحمد بن عبد الكريم (والمسألة يعني هذه القضية في صحيح البخاري وشرحه في الكفالة) .

<<  <   >  >>