للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رحمه الله أيضا: أخبرنا أسد أخبرنا رجل عن ابن المبارك١. قال: قال ابن مسعود: "إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب عنه، وينطق بعلامتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن وتوكلوا على الله". قال ابن المبارك٢. وكفى بالله وكيلا ثم ذكر بإسناده عن بعض السلف ٣ قال: "لأن أرد رجلا عن رأي سيئ أحب إليّ من اعتكاف شهر". أخبرنا أسد عن أبي إسحاق الحذاء عن الأوزاعي قال: كان بعض أهل العلم يقولون: "لا يقبل الله من ذي بدعة صلاة ولا صدقة ولا صياما ولا جهادا ولا حجة ولا صرفا ولا عدلا". وكانت أسلافكم تشتد عليهم ألسنتهم، وتشمئز منهم قلوبهم، ويحذرون الناس بدعتهم. قال: ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس، ما كان لأحد أن يهتك عنهم سترا، ولا يظهر منهم عورة الله أولى بالأخذ بها أو بالتوبة عليها، فأما إذا جاهروا به ٤ فنشر العلم حياة، والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة يعتصم بها على مصر ملحد. ثم روى بإسناده قال: "جاء رجل إلى حذيفة وأبو موسى الأشعري قاعد فقال: أرأيت رجلا ضرب بسيفه غضبا لله حتى قتل، أفي الجنة أم في النار؟ فقال أبو موسى في الجنة فقال حذيفة: استفهم


١ في كتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح زيادة (ويوسف بن أسياط) بعد ابن المبارك.
٢ سقط لفظ (قال ابن المبارك) في بعض النسخ الخطية والمطبوعة وأثبت في روضة الأفكار والأفهام لابن غنام ونسخة سماحة المفتي بخط عبد العزيز بن ناصر ونسخة الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ومخطوطة الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الحصين وهو الموافق لما في كتاب ابن وضاح.
٣ وهو عبد الكريم ابن أبي أمية.
٤ في البدع والنهي عنها لابن وضاح (جهروا) وكذلك في روضة الأفكار والأفهام لابن غنام وفي نسخة الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ووقع في نسختي سماحة المفتي (جاهروا) .

<<  <   >  >>