للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الرجل وأفهمه ما تقول١ حتى فعل ذلك ثلاث مرات. فلما كان في الثالثة قال: والله لا أستفهمه. فدعا به حذيفة فقال: رويدك! وما يدريك أن صاحبك لو ضرب بسيفه حتى ينقطع فأصاب الحق حتى يقتل عليه فهو في الجنة وإن لم يصب الحق ولم يوفقه الله للحق فهو في النار. ثم قال: والذي نفسي بيده ليدخلن النار في مثل الذي سألت عنه أكثر من كذا وكذا". ثم ذكر بإسناده عن الحسن قال: "لا تجالس صاحب بدعة؛ فإنه يمرض قلبك". ثم ذكر بإسناده عن سفيان الثوري قال: "من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث: إما أن يكون فتنة لغيره، وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله النار، وإما أن يقول: والله ما أبالي ما تكلموه وإني واثق بنفسي، فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه". ثم ذكر بإسناده عن بعض ٢ السلف قال: "من أتى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام". أخبرنا أسد قال: حدثنا كثير أبو سعيد قال: "من جلس إلى صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه٣". أخبرنا أسد بن موسى قال: أخبرنا حماد بن زيد عن


١ عند ابن وضاح في كتابه البدع والنهي عنها إثر قوله (وأفهمه ما تقول) زيادة نصها (قال أبو موسى سبحان الله كيف قلت قال: قلت رجل ضرب بسيفه غضبا لله حتى قتل, أفي الجنة أم في النار فقال أبو موسى في الجنة قال حذيفة استفهم الرجل وأفهمه ما تقول) ولا ذكر لهذه الزيادة في روضة الأفكار والأفهام لابن غنام ولا في النسخ الخطية التي عندنا- والظاهر هنا أنها ليست في نسخة المؤلف من كتاب ابن وضاح ويغني عنها قوله: (حتى فعل ذلك ثلاث مرات.
٢ كذا في جميع ما لدينا من نسخ الكتاب وفي نسختنا من كتاب ابن وضاح ما نصه (نا أسد عن أيوب النجار اليمامي قال ناشر بن حنيفة الحنفي يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظن قال: (من أتى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام) وجدت هذا الحديث عند من سمعه من أيوب مثبتا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه (فيما يظن) .
٣ سقط قول كثير أبي سعيد هذا في روضة الأفكار والأفهام لابن غنام وفي أكثر النسخ الخطية ووجد في بعض النسخ المطبوعة وفي مخطوطة الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الحصين وهو موجود بسنده ومتنه في كتاب ابن وضاح (ص ٤٨) .

<<  <   >  >>