للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي سنن ابن ماجه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "سلوا الله علماً نافعاً، وتعوّذوا بالله من علم لا ينفع" ١" ٢.

وقال رحمه الله: "فالعلم - كما قال الحسن البصري - علمان: علم اللسان، فذاك حجة على ابن آدم، وعلم في القلب، فذاك العلم النافع، ثم قال: فالعلم النافع هو ما باشر القلب، فأوقر فيه معرفة الله، وعظمته، وخشيته، وإجلاله، وتعظيمه، ومحبته، ومتى سكنت هذه الأشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح تبعاً له" ٣.

ثانياً: معرفة الدين على أقسام ورتب

قال أبو عمر بن عبد البر ٤:

"واتفق أهل الإسلام على أن الدين تكون معرفته على ثلاثة أقسام:

أولها: معرفة خاصة الإيمان والإسلام، وذلك معرفة التوحيد والإخلاص، ولا يُوصل إلى علم ذلك إلا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهو المؤدي عن الله، والمُبَيِّنُ لمراده، وبما في القرآن من الأمر بالاعتبار في خلق الله بالدلائل من آثار صبغته في بريته على توحيده وأزليته سبحانه والإقرار والتصديق بكل ما في القرآن بملائكة الله وكتبه ورسله".

وقال الحافظ ابن رجب في شرح حديث أبي الدرداء في طلب العلم: "فأفضل العلم العلم بالله، وهو العلم بأسمائه، وصفاته، وأفعاله التي توجب لصاحبها معرفة الله وخشيته ومحبته وهيبته وإجلاله وعظمته والتبتل إليه


١ سنن ابن ماجه، كتاب الدعاء (٢/١٢٦٣ ح ٣٨٤٣) . وفي الزوائد: إسناده صحيح.
٢ انظر فضل علم السلف على علم الخلف (ص ١٩-٢٤) .
٣ انظر شرح حديث أبي الدرداء في طلب العلم لابن رجب (ص ١٩) .
٤ جامع بيان العلم وفضله (٢/٣٩-٤٠) .

<<  <   >  >>