للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله - ومن تعدّى سبيلهم عامداً ضلّ، ومن تعدّاه مجتهداً زلّ. فأول العلم حفظ كتاب الله جلّ وعزّ، وتفهّمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه، ولا أقول إن حفظه كله فرض، ولكن أقول إن ذلك واجب لازم على من أحب أن يكون عالماً، ليس من باب الفرض" ١.

وقال الحافظ ابن جماعة (ت ٧٣٣هـ‍.) :

"يبتدئ أولاً بكتاب الله عز وجل فيتقنه حفظاً، ويجتهد على إتقان تفسيره وسائر علومه، فإنه أصل العلوم وأمها وأهمها" ٢.

وقال الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣هـ‍.) :

"ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، إذ كان أجلّ العلوم وأولاها بالسبق والتقديم" ٣.

٢ - ثم يحفظ من كل فنٍّ مختصراً يجمع فيه بين طرفي الحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والنحو والتصريف، ولا يشغله ذلك عن مدارسة القرآن وتعهده وملازمته وِرده من كل يوم أو أيامٍ أو جمعةٍ، وليحذر من نسيانه بعد حفظه، فقد ورد فيه أحاديث تزجر عنه ٤.

٣ - ثم يشتغل بشرح تلك المختصرات على المشايخ، وليحذر من الاعتماد في ذلك على الكتب أبداً، بل يعتمد في كل فن من هو أحسن تعليماً له، وأكثر تحقيقاً فيه وتحصيلاً منه، وأخبرهم بالكتاب الذي قرأه، بعد مراعاة الصفات التي تقدم ذكرها من الصلاح، والاستقامة، وحسن المعتقد، الورع ونحو ذلك ٥.


١ جامع بيان العلم وفضله (٢/١٦٦) .
٢ تذكرة السامع والمتكلم (ص ١١٢-١١٣) .
٣ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (١/١٠٦) .
٤ تذكرة السامع والمتكلم (ص ١١٣) .
٥ تذكرة السامع والمتكلم (ص ١١٣-١١٤) .

<<  <   >  >>