ألفاً كما يزعم القاسم بن الفضل، وأشار إلى أنه يلزم مما ذكره أن تكون دولة عمر بن عبد العزيز مذمومة وهذا لا يقوله أحد من أئمة الإسلام فإنهم مُصَرِّحون بأنه أحد الخلفاء الراشدين، ونبه ابن كثير على أن تفضيل ليلة القدر ـ وهي ليلة عظيمة ـ على دولتهم لا يلزم منه ذم تلك الدولة، فليتأمل هذا، فإنه دقيق يدل على أن الحديث في صحته نظر؛ لأنه إنما سيق لذمِّ أيامهم (١) .
ويراجع ابن كثير بعض مقررات العلماء واجتهاداتهم قبله من كتاب السيرة مدخلاً إياها دائرة المناقشة العقلية.
ومن ذلك: تعقيبه على السهيلي (ت:٥٨١هـ) ذلك أنه بعد إيراده حديث: (أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة، عير يبغضنا ونبغضه وهو على باب من أبواب النار) .
قال السهيلي مقوياً لهذا الحديث وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام قال:(المرء مع من أحب) قال ابن كثير في (غزوة أحد) : هذا من غريب
(١) ٩/٢٧١-١٧٣، هذا الحديث صحَّحَ إسناده الحاكم في مستدركه، وقال الذهبي في تلخيص المستدرك (المطبوع بهامشه) روى عن يوسف، نوح بن قيس، وما علمت أن أحداً تكلم فيه، والقاسم وثقوه رواه عنه أبو داود والتبوكي، وما أدري آفته من أين؟ المستدرك، ٣/١٧١، ويقول الألباني في ضعيف سنن الترمذي عن هذا الحديث ضعيف الإسناد مضطرب، ومتنه منكر، ضعيف سنن الترمذي، دمشق، نشر المكتب الإسلامي، ط١، ١٤١١هـ، ١٩٩١م، ص: ٤٣٦، ح (٦٦٣) .