للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرك والكفر والكبائر فقال تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: ٢٢] ، فأخبر سبحانه أن إنكارهم هذه الصفة من صفاته من سوء ظنهم به وأنه هو الذي أهلكهم وقد قال في الظانين به ظن السوء {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [الفتح: ٦] ، ولم يجئ مثل هذا الوعيد في غير من ظن السوء به سبحانه، وجحد صفاته وإنكار حقائق أسمائه من أعظم ظن السوء به"١.

"وطائفة المعطلة قد أساءت الظن بربها وبكتابه وبنبيه وبأتباعه:

أما إساءة الظن بالرب: فإنها عطلت صفات كماله، ونسبته إلى أنه أنزل كتابا مشتملا على ما ظاهره كفر وباطل، وأن ظاهره حقائقه غير مراده.

وأما إساءة الظن بالرسول: فلأنه تكلم بذلك وقرره وأكده، ولم يبين للأمة أن الحق في خلافه وتأويله.

وأما إساءة ظنها بأتباعه فنسبتهم لهم إلى التشبيه والتمئيل، والجهل والحشو"٢.

وطائفة المعطلة لما فهمت من الصفات الإلهية ما تفهمه من صفات المخلوقين فرت إلى إنكار حقائقها، وابتغاء تحريفها، وسمته تأويلا فشبهت أولا وعطلت ثانيا وأساءت الظن بربها وبكتابه ونبيه وأتباعه.

فانظر إلى ما أدى إليه سوء فهم المعطة لنصوص الأسماء والصفات.


١ مدارج السالكين ٣/ ٣٤٧- ٥ ٣٥ بتصرف.
٢ مدارج السالكين ٣/ ٣٦٠.

<<  <   >  >>