للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والمراد بالسماء في هذه الآيات: السحاب أو مطلق العلو حيث فُسِّر في قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ} (الواقعة: ٦٩) فالسماء اسم جنس لكل ما علا وارتفع.

وجاء في إنزال العذاب من السماء قوله تعالى:

١. {فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (البقرة: ٥٩)

٢. {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ} (العنكبوت: ٣٤) ?والرجز هو العذاب.

وقال تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} (الشعراء: ٤)

وفسرت "الآية" هنا بما عظم من الأمور القاهرة، أو ما ظهر من الدلائل الواضحة.١

وقال تعالى في إنزال الملائكة من السماء: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً} (الإسراء: ٩٥)

وكذا قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ} (يس: ٢٨) ?ففسر الجند هنا بالملائكة.٢

وأما النوع الثالث، وهو الإنزال المطلق فهو عام لا يختص بنوع خاص من الإنزال. من ذلك قوله سبحانه:

١- {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} (الحديد:٢٥) فقد فسر قوله: {وَأَنْزَلْنَا} بجعلنا، وأظهرنا وخلقنا.٣


١ انظر: تفسير الماوردي (٤/١٦٥) .
٢ انظر تفسير الماوردي (٥/١٥) .
٣ انظر تفسير الماوردي (٥/٤٨٣) .

<<  <   >  >>