ولفظ {تَبَارَكَ} لم يرد في كتاب الله إلا مسنداً إلى الله، وهي صيغة مفيدة أعظم أنواع معنى البركة، وأكثرها نفعاً، وأعمها متعلقاً وأثراً. فالبركة لله، والله -سبحانه وتعالى -أخبر أنه أعطى بركة لأصنافٍ من خلقه:
فمن ذلك:
١ -الأنبياء والرسل، كما قال تعالى:{وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ}[الصافات: ١١٣] ، وقال في إبراهيم وأهل بيته:{رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}[هود: ٧٣] ، وقال في نوح:{اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ}[هود: ٤٨] ، وقال عيسى عليه السلام:{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ}[مريم: ٣١] .
٢-ومن ذلك وضعه البركة في أماكن العبادة كالمسجد الأقصى، والمسجد الحرام، قال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}