للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفقودٍ لراج كذبُه أكثرَ على الجهال، لا على العلماء الذين يعرفون نورَ كلامِ النبوة.

ومن الصنف الثاني الذين كذبوا على جهل، ما جاء في " الرد المحكم المنيع " (ص١٧) قال: " المعلوم لطلبة العلم، والعامة، فكيف للعلماء قوله صلى الله عليه وسلم: " الناس مؤتمنون على أنسابهم" اهـ. والمعروف عند العلماء بل طلاب العلم بل صغار طلبة العلم أن جملة "الناس مؤتمنون على أنسابهم" من قول الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى.

وكل من أحبَّ البدعَ هَجَرَ السننَ، وكل من زَيَّنَ البدعةَ فسينقصُ من معرفته بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدر ذلك، ومن تأمل ذلك في الخلق عَلِمَه.

وكتابُ " مفاهيم يجب أن تصحح " مَجْلَبٌ لما تفرق من شُبَه الذين عارضوا دعوةَ الشيخِ محمدِ بن عبد الوهاب، فهو يتابعُهم حتى في أوهامهم، وفي عَزْوِهم، وفي فِكْرِهم، حتى إنه لم يتكلفْ عناءَ توثيقِ أقوالهم، أو تعنَّى فوجدَ خلاف ما كتبوا، فأثبته كما أرادوا.

ولما كان هذا الكتابُ يعبِّر فيه كاتِبهُ عن رأيه، وفيه من الشطاطِ عن فهم التوحيد ما فيه، ومن عدم الفهمِ لدعوة الشيخ ما فيه، ومن الخوض في الدفاع عن الداعين أصحابَ القبور من الأنبياء والصالحين، وفي تجويز ما قال الفقهاء في باب " الردة ": إنه كفرٌ بالإجماع، ولما لكاتبه من تَبَعٍ ومريدين، استعنتُ اللهَ في كشفِ ذلك، وبيان الحق فيه، وبيان أنَّ ما جوزَه الكاتبُ في " مفاهيمه " من الشرك الذي بُعِثَ الرسلُ جميعاً وآخرُهم محمدُ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لقمعه.

والشركُ في الإلهيةِ له صورٌ يزينُها الشيطانُ للواقعين فيه، وهو شَغِفٌ لهَفٌ على أن يخوضوا فيما نهاهم الله عنه، ويُقْنعهم بأنهم لم يخوضوا فيما نهى الله عنه. فله طرقٌ وسبلٌ، وعلى كل سبيلٍ زينةٌ وبهجةٌ يخدعُ بها

<<  <   >  >>