للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه؟ قال: (تلك عاجل بشرى المؤمن”١، وقال البراء بن عازب: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، فقال”هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له”٢..”٣.

وأخبر الله سبحانه وتعالى عن حال المؤمنين عند الاحتضار أنهم طيبون، أي مخلصون من الشرك والدنس، وكل سوء، وأن الملائكة تسلم عليهم، وتبشرهم بالجنة، حيث قال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ٤.

قال الشنقيطي ت١٣٩٣هـ: “ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن المتقين الذين كانوا يمتثلون أوامر ربهم، ويجتنبون نواهيه، تتوفاهم الملائكة: أي يقبضون أرواحهم في حال كونهم طيبين: أي طاهرين من الشرك والمعاصي ـ على أصح التفسيرات ـ ويبشرونهم بالجنة، ويسلّمون عليهم ... ، والبشارة عند الموت وعند الجنة من باب واحد؛ لأنها بشارة بالخير بعد الانتقال إلى الآخرة، ويفهم من صفات هؤلاء الذين تتوفاهم الملائكة طيبين، ويقولون لهم سلام عليكم أدخلوا الجنة أن الذين لم يتصفوا بالتقوى لم تتوفهم الملائكة على تلك الحال الكريمة، ولم تسلّم عليهم، ولم تبشرهم”٥.

وقال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ


١ رواه مسلم، كتاب البر والصلة، باب إذا أثني على الصالح فهي بُشرى ولا تضره ح٢٦٤٢.
٢ رواه الإمام أحمد في مسنده ٦/٤٤٥ وَ ٤٥٢، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤/٣٩٢ ح١٧٨٦.
٣ مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ١/٨ وانظر ١٤/٢٠٠.
٤ سورة النحل، الآية ٣٢.
٥ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ٣/٢٦٦.

<<  <   >  >>