للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلماء: معناه يبعث على الحالة التي مات عليها، ومثله الحديث الآخر بعده”١ يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم “إذا أراد الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم” ٢.

وروى البغوي في باب حسن الظن بالله تعالى، من كتاب الجنائز عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال ”كيف تجدك؟ " فقال: والله يا رسول الله، إني لأرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف” ٣.

وروى البغوي عن ابن عباس أنه قال: “إذا رأيتم الرجل بالموت فبشروه؛ ليلقى ربه وهو حسن الظن به، وإذا كان حياً، فخوّفوه بربه عز وجل”٤.

وقال القرطبي: “حسن الظن بالله تعالى ينبغي أن يكون أغلب على العبد عند الموت منه في حال الصحة، وهو أن الله تعالى يرحمه، ويتجاوز عنه، ويغفر له، وينبغي لجلسائه أن يذكروه بذلك حتى يدخل في قوله تعالى ”أنا عند ظن عبدي بي” ٥ ... ”٦، وفي حديث آخر ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن الله تعالى


١ صحيح مسلم بشرح النووي ١٦/٢١٠.
٢ رواه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت ح٢٨٧٩.
٣ شرح السنة ٥/٢٧٤. ورواه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له ح٤٢٦١ وقال عنه الألباني (حسن) في صحيح سنن الترمذي ١/٥٠٣ ح٩٨٣، وفي صحيح سنن ابن ماجه ٢/٤٢٠ ح٣٤٣٦.
٤ شرح السنة ٥/٢٧٥.
٥ الحديث القدسي رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} ح٧٤٠٥.
٦ التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ١/٥٨، ٥٩.

<<  <   >  >>