للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(مِنَ الْهَزَجِ)

١- أَلا قُومِي إِلَى الْمَخْدَعْ ... فَقَدْ هُيِّئْ لَكِ الْمَضْجَعْ [١]

٢- وَإِنْ شِئْتِ [٢] سَلَقْنَاكِ [٣] ... وَإِنْ شِئْتِ عَلَى أَرْبَعْ

٣- وَإِنْ شِئْتِ بِتَثْلِيثِ [٤] ... وَإِنْ شِئْتِ بِهِ أَجْمَعْ

فَقَالَتْ سَجَاحُ: (قَدْ شِئْتُ بِهِ أَجْمَعَ، فَهُوَ أَجْمَعُ لِلشَّمْلِ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَنْفَعَ) .

قَالَ: فَضَجَّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالُوا: (يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، أَلا تَسْمَعُ إِلَى مَا قَدِ انْتَشَرَ مِنْ ذِكْرِ هَذَا الْمَلْعُونِ الْكَذَّابِ بِأَرْضِ الْيَمَامَةِ) ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (لا تَعْجَلُوا فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَذِنَ بِهَلاكِهِ) .

قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُقِيمٌ فِي الْبِطَاحِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ الله بن عثمان، خليفة [١٩ أ] رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَمَنْ مَعَهُ/ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ، أَمَّا بَعْدُ، يَا خَالِدُ، فَإِنِّي قَدْ أَمَرْتُكَ بِالْجِدِّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالْمُجَاهَدَةِ لِمَنْ تَوَلَّى عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ وَرَجَعَ عَنْ دِينِ الإِسْلامِ وَالْهُدَى، إِلَى الضَّلالَةِ وَالرَّدَى، وَعَهْدِي إِلَيْكَ يَا خَالِدُ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَعَلَيْكَ بالرفق والتأني،


[١] الطبري والأغاني: (ألا قومي إلى النيك) .
محاضرات الأدباء: (إلى المهجع) .
وبعده في الطبري والأغاني وبقية المصادر:
وإن شئت ففي البيت ... وإن شئت ففي المخدع
[٢] في الأصل: (وإن شئتي) وكذلك الكلمات المكررة بعدها.
[٣] في الأصل: (سنلقاك) تحريفا، والصواب ما أثبتناه كما هو في مصادر التخريج.
المختصر في أخبار البشر وجمهرة اللغة ٣/ ٨٤: (صلقناك) أي سلقناك.
الجمهرة ٣/ ٤١ ومحاضرات الأدباء: (علقناك) .
[٤] في بقية المصادر: (وإن شئت بثلثيه) .

<<  <   >  >>