للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٦- وَكُنَّا أُنَاسًا عَلَى شُبْهَةٍ [١] ... نَرَى الْغَيَّ لا شَكَّ [٢] مِثْلَ الرَّشَدْ

٧- نَدِينُ بِمَا دَانَ [٣] كَذَّابُنَا ... فَيَا لَيْتَ وَالِدَهُ لَمْ يَلِدْ

٨- تَمَنَّى النُّبُوَّةَ فِي شِرْكِهِ ... وَمَا قَالَهَا قَبْلَهُ مِنْ أَحَدْ

٩- فَلَمَّا أَنَاخَ بِنَا خَالِدٌ ... جَهِدْنَا لَدَى الْحَرْبِ فِيمَنْ جَهِدْ

١٠- فَصَالَحَنَا بَعْدَ حَرِّ الْقِتَالِ ... عَلَى مَا أَرَادَ وَمَا لَمْ نُرِدْ

١١- خَرَجْنَا إِلَيْهِ بِأَمْوَالِنَا ... وَرُبْعِ النِّسَاءِ وَثُلْثِ النَّقَدْ

١٢- عَلَى الصَّغْرِ مِنَّا بِلا مِرْيَةٍ ... فَقَلَّدَنَا عَارَهَا فِي الأَبَدْ

[٢٥ ب] قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ عَمْرٌو مِنْ شِعْرِهِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ/ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ:

ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٣: ١٨٢ [٤] ، قَالَ: ثُمَّ رَضِيَ عَنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَأَمَرَهُمْ بِالرُّجُوعِ إِلَى بَلَدِهِمْ بِالْيَمَامَةِ.

قَالَ: وَخَطَبَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى مُجَّاعَةَ ابْنَتَهُ فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا، ودخل خالد بها هنا لك بِأَرْضِ الْيَمَامَةِ، فَكَانَ إِذَا جَاءَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ يَرُدُّ عَلَيْهِمُ السَّلامَ وَيَأْمُرُهُمْ بِالْجُلُوسِ، فَيَجْلِسُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَيْثُ مَا لَحِقَ، وَإِذَا جَاءَ أَعْمَامُ هَذِهِ الْجَارِيَةِ الَّتِي قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا، يَرْفَعُ مَجَالِسَهُمْ وَيَقْضِي حَوَائِجَهُمْ، قَالَ:

فَغَضِبَ الْمُسْلِمُونَ لِذَلِكَ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ مَا يَفْعَلُهُ خَالِدٌ، فَكَتَبَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ، يَقُولُ [٥] :

(مِنَ الطَّوِيلِ)

١- أَلا أَبْلِغِ الصِّدِّيقَ قَوْلا كَأَنَّهُ ... إِذَا بثّ بين المسلمين المبارد [٦]


[١] معجم البلدان: (على غرة) .
[٢] معجم البلدان:
(نرى الغي في أمرنا كالرشد) .
[٣] معجم البلدان:
(ندين كما دان كذابنا) .
[٤] [آل عمران: ١٨٢] ، و [الأنفال: ٥١] .
[٥] الأبيات غير الخامس في: ديوان حسان ١/ ٤٥٩ (ط وليد عرفات) ، والاشتقاق ١/ ١٤٩، والأبيات: ١، ٣، ٤ في كتاب العفو والاعتذار ١/ ١١٥.
[٦] في الأصل: (المبادر) تحريفا.
ديوان حسان والاشتقاق:
(إذا قص بين المسلمين المبارد) .

<<  <   >  >>