إن معرفة أسماء ذوي الكنى والرواة وكنى ذوي الأسماء منهم مما تمس الحاجة إليه وذلك أن السند هو الطريق إلى المتن والسند إما اسم أو كنية أو لقب وقد يذكر المشهور بكنيته باسمه، أو المشهور باسمه بكنيته فيلتبس على الكثيرين ويتعسر معرفة الرواة، وتعيينهم فلذلك كان باب معرفة الأسماء والكنى بابًا مهمًا في علم الحديث وله فوائد تتلخص فيما يلي:
١ - التمييز بين الرواة ممن اتفقت أسمائهم يُميزَون بكناهم ومن اتفقت كناهم يميزون بأسمائهم خاصة فيمن اتفقت طبقاتهم.
٢ - أن الرواي قد يذكر بكنيته دون اسمه طلبًا للإيجاز وقد يكون مشهورًا باسمه فيحتار فيه من لا يعرف كنيته فإذا عرفت الكنية زال هذا الإشكال.
٣ - أن ذكر المشهور باسمه بكنيته أو المشهور بكنيته باسمه يقصد به أحيانًا التلبيس وتخفية أمر ذلك الراوي فمعرفة الأسماء والكنى يكشف التدليس.
٤ - أنه ربما ذكر الراوي باسمه في موضع وبكنيته في موضع آخر فيتراءى لبعضهم أنه اثنان وهو واحد.
٥ - أنه قد يذكر اسم الراوي ويذكر بعده كنتيه أو العكس فيتوهم البعض أنه راويان سقط بينهما "حدثنا" أو "عن" أو نحوهما.
٦ - أن التعرف على أسماء الرواة وكناهم فيه البحث عمن انفرد باسم لم يشاركه فيه غيره أو بكنية لم يشاركه بها غيره (١).
(١) شرح قصب السكر ص ١٤٤، الباعث الحثيث للسخاوي ج٣ ص ٢١٩ - ٢٢٢، مقدمة الأسماء والكنى لمسلم ص١٠.