للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روى مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل عن قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكانا في قبر واحد، وكانا ممن استشهد يوم أحد، فحفروا عنهما ليُغَيَّرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد وضع يده علىجرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين يوم أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة, وذكر نحوه الحافظ ابن حجر عن مالك في الموطأ١.

روى ابن سعد بإسناد صححه الحافظ ابن حجر٢: عن جابر قال “صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية العين فأخرجناهم بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تتثنى أطرافهم”٣.

روى البخاري في صحيحه٤ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “دفن مع أبي رجل، فلم تطب نفسي حتى أخرجته فجعلته في قبر على حدة” ورواه ابن سعد أيضا٥.

وروى البخاري٦ أيضا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن علي دينا فاقض واستوص بأخواتك خيرا، فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر


١ مالك، الموطأ: ٢/٤٧٠، وابن حجر، الإصابة: ٢/٣٥٠.
٢ ابن حجر، فتح الباري: ٣/٢١٦.
٣ ابن سعد، الطبقات الكبرى: ٣/٥٦٣.
٤ البخاري، الجامع الصحيح: ٣/٢١٥.
٥ ابن سعد، الطبقات الكبرى: ٣/٥٦٣.
٦ البخاري، الجامع الصحيح: ٣/٢١٤.

<<  <   >  >>