للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من ذهب وفضة، وصليبهم الأعظم من ذهب (صليب الصلبوت) ١ مكلل بالجوهر، وأخذ كثيرا من الغنائم الأخرى٢.

ولجأ المعتضد بن أبي أحمد الموفق إلى طرطوس عام ٢٧١ هـ، بعد معركة الطواحين التي دارت بينه وبين خمارويه بن أحمد بن طالون٣. فاشتد الصراع بين الموالين للطولونيين، والموالين لأبي العباس المعضتد، والموالين ليازمان الذين كانوا يريدون بقاء طرسوس على الحياد بين القوى الإسلامية المتصارعة، وملجأ لمن يريد الرباط، والجهاد في سبيل الله.

واشتد الخلاف عام٢٧٢ هـ، بين أبي العباس ويازمان صاحب طرسوس، فثار أهل طرسوس بأبي العباس وأخرجوه منها، فعاد إلى والده ببغداد٤.

وقام يازمان بالغزو، فوغل في أرض الروم براً، وبحراً، وغنم عدة مراكب٥ وجدّد الغزو بأهل طرسوس عام ٢٧٤ هـ، واستعرض قوة طرسوس، وعاد سالماً غانمًا٦. كما شاركت طرسوس في أحداث الفتن التي تجددت عامي ٢٧٤، و ٥ ٢٧ هـ بين أبي الساج، وخمارويه، وتأثرت بها٧، ولكنها لم تمنع يازمان عن الجهاد، فغزا الروم بحراً عام ٢٧٥ هـ، ودمّر لهم عدة مراكب٨.

وسار خمارويه على سياسة والده في تقوية طرسوس، فأمدّ يازمان عام ٢٧٧ هـ بالسلاح والمال، والذهب الكثير، فمال يازمان إليه٩. ودخل عام ٢٧٨ هـ أحمد العجيفي طرسوس، وغزا مع يازمان الصائفة، فبلغوا سلند. فأصابت يازمان شظية حجر منجنيق في أضلاعه، فارتحل عنها بعد أن أشرف على أخذها، فتوفي في الطريق، وحمل إلى طرسوس فدفن بها. وفقدت مجاهداً كبيراً. فخلفه أحمد العجيفي وكتب إلى خمارويه يخبره بموته، فأقره على ولاية طرسوس، وأمدّه بالخيل والسلاح، والذخائر وغيرها. ثم عزله واستعمل عليها ابن عمه محمد بن موسى بن طولون.


١ الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٢/٥٥٠.
٢ الكامل ٦/٥٥، البداية ١١/٤٥، وفي هذه السنة قضى على حركة خبيث الزنج.
٣ انظر: الكامل ٦/٥٨
٤ الكامل ٦/٥٩، البداية والنهاية١١/٥٠، ابن تغري ٣/٦٧، الطبري٨/١٤٩
٥ الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٢/٥٥١
٦ الكامل ٦/ ٦٢، البداية والنهاية ١١/ ٥٢ ابن تغري ٣/ ٧١
٧ انظر الكامل ٦/٧٨.
٨ الطبري ٨/ ١٥٣ التجارية، ابن تغري ٣/ ٧٢.
٩ الطبري ٨/ ٥٥ ١، ابن تغري ٣/ ٧٦، الكامل ٦/٦٧، البداية والنهاية ١١/٥٧١.

<<  <   >  >>