للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فأنزل الله {والذين يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} حتى بلغ {إِن كَانَ مِنَ الصادقين} فانصرف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأرسل إليهما فجاء هلال فشهد، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول: «الله يعلم إن أحدكما لكاذب فهل منكما تائب» ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا: إنها موجبة فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت. . فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين، سابع الأليتين، خدلَّجَ الساقين فهو لشريك بن سحماء، فجاءت به كذلك فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن.

ب - وروى ابن جرير الطبري بسنده إلى ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {والذين يَرْمُونَ المحصنات ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ} [النور: ٤] قال سعد بن عبادة: أهكذا أنزلت يا رسول الله؟ لو أتيت لكاع قد تفخّدها رجل، لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء؟ فوالله ما كنت لآتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته ... فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: يا معشر الأنصار أما تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا: لا تلمه يا رسول الله فإنه رجل غيور ما تزوج فينا قط إلا عذراء ولا طلّق امرأة له فاجترأ رجلٌ منا أن يتزوجها؟ ... قال سعد يا رسول الله: بأبي وأمي، والله إني لأعرف أنها من الله وأنها حق، ولكن عجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخدها رجل لم يكي لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، والله لا آتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته فوالله ما لبثوا يسيراً حتى جاء (هلال بن أمية) من حديقة له، فرأى بعينيه وسمع بأذنية ... ثم ذكر قصة هلال السابقة وطريقة اللعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>