الكريم بلفظ (النبوة) أو وصف (الرسالة) فيه تعظيم لمقام الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وفيه إشارة إلى أفضليته عليه السلام على جميع الأنبياء. كما فيه تعليم لنا الأدب معه، فلا نذكره إلاّ بالإجلال والإكرام، ولا نصفه إلاّ بما يدل على التوقير والتعظيم {لَاّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ الرسول بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ... }[النور: ٦٣] .
قال أبو حيان في تفسيره «البحر المحيط» ما نصُّه:
«نداء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ب (يا أيها النبي)(يا أيها الرسول) هو على سبيل التشريف والتكرمة، والتنويه بمحلّه وفضيلته، وجاء نداء غيره باسمه كقوله: يا آدم، يا نوح، يا إبراهيم، يا موسى، يا داود، يا عيسى. . وحيث ذكره على سبيل الإخبار عنه بأنه رسوله، صرّح باسمه فقال:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله}[الفتح: ٢٩]{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَاّ رَسُولٌ}[آل عمران: ١٤٤] أعلم أنّه رسوله، ولقّنهم أن يسمّوه بذلك.
وحيث لم يقصد الإعلام بذلك جاء اسمه كما جاء في النداء - يعني بوصف النبوة أو الرسالة - كقوله تعالى:{لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ}[التوبة: ١٢٨] وقوله: {وَقَالَ الرسول يارب}[الفرقان: ٣٠] وقوله: {النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ}[الأحزاب: ٦] .
اللطيفة الثانية: فإن قيل: ما الفائدة في أمر الله تعالى رسوله بالتقوى، وهو سيّد المتقين؟!
فالجواب أنه أمرٌ بالاستدامة على التقوى كقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ آمِنُواْ}[النساء: ١٣٦] أي أثبتوا على الإيمان، وقوله:{اهدنا الصراط المستقيم}[الفاتحة: ٦] بمعنى ثبتنا على الصراط المستقيم.
وقيل: إن الأمر خطاب للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ موجه إليه في الظاهر. والمراد به