للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(رقية) بنت الرسول، ثم تزوجها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فكان ذلك أعظم إكرام ومنّة وإحسان لأبيها عمر بن الخطاب.

أخرج الإمام البخاري عن عبد الله به عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أنّ عمر حين تأيمت حفصة من (خنيس بن حذافة) - وكان شهد بدراً وتوفي بالمدينة - لقي عثمان فقال: إن شئت أنكحتك حفصة؟ قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي لا أتزوج، قال عمر: فقلت لأبي بكر إن شئتَ أنكحتك حفصة، فصمتَ، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبث ليالي ثم خطبها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأنكحتها إياه.

فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضتَ عليّ حفصة، فلم أرجع إليك شيئاً؟ قلت: نعم، قال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك إلاّ أني علمت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكرها. «فلم أكن لأفشي سرّه، ولو تركها لقبلتها» .

أقول: هذه لعَمْرُ الحق هي الشهامة الحقة، بل هذه هي الرجولة الصادقة، تظهر في فعل الفاروق عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وأرضاه فهو يريد أن يصون عرضه، فلا يرى في نفسه غضاضة أن يعرض ابنته على الكفء الصالح، لأنّ الزواج خير وسيلة للمجتمع الفاضل، فأين نحن اليوم من جهل المسلمين بأحكام الإسلام وجماله الناصع؟ يتركون بناتهم عوانس حتى يأتي الخاطب، ذو المال الكثير، والثراء الوفير؟!

٥ - السيدة زينب بنت خزيمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها

تزوجها عليه السلام بعد حفصة بنت عمر، وهي أرملة البطل المقدام شهيد الإسلام (عبيدة بن الحارث) بن عبد المطلب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وأرضاه، الذي استشهد في أول المبارزة في غزوة بدر، وقد كانت حين استشهاد زوجها تقوم بواجبها في إسعاف الجرحى، وتضميد جراحهم، لم يشغلها

<<  <  ج: ص:  >  >>