للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال السبكي: الإِمام الكبير الأستاذ أبو منصور البغدادي إمام عظيم القدر جليل المحل كثير العلم، حبر لا يساجل في الفقه وأصوله والفرائض والحساب وعلم الكلام، اشتهر اسمه وبعد صيته، وحمل عنه العلم أكثر أهل خراسان، وكان يدرس في سبعة عشر فنا، وله حشمة وافرة، وقال جبريل: قال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني: كان من أئمة الأصول وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل والتحصيل، بديع الترتيب غريب التأليف والتهذيب، تراه الجلة صدرا مقدما وتدعوه الأئمة إماما مفخما، ومن خراب نيسابور اضطرار مثله إلى مفارقتها. قلت -يعني السبكي-: فارق نيسابور بسبب فتنة وقعت بها من التركمان (١).

وقال أيضًا: وخرج من نيسابور في أيام التركمانية وفتنتهم إلى إسفرايين فمات بها، وقال الإِمام فخر الدين الرازي في كتاب الرياض المونقة: كان -يعني أبا منصور الإسفراييني- يسير في الرد على المخالفين سير الآجال ذي الآمال، وكان علامة العالم في الحساب والمقدرات والكلام والفقه والفرائض وأصول الفقه، ولو لم يكن له إلا كتاب التكملة في الحساب لكفاه. وقال أبو علي الحسن بن نصر المرندي الفقيه: وحدثني أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الفقيه قال: لما حصل أبو منصور بإسفرايين ابتهج الناس بمقدمه إلى الحد الذي لا يوصف، فلم يبق بها إلا يسيرا حتى مات، واتفق أهل العلم على دفنه إلى جانب الأستاذ أبي إسحاق، فقبراهما متجاوران تجاور تلاصق كأنهما نجمان جمعهما مطلع وكوكبان ضمهما برج مرتفع، مات سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ووقع في تاريخ ابن النجار (٢) سنة سبع وعشرين، وهو تصحيف من الناسخ أو وهم من المصنف (٣).


(١) طبقات الشافعية الكبرى (٥/ ١٣٦، ١٣٧).
(٢) قلت ترجمته في القسم المفقود من تاريخ ابن النجار فإن القسم المطبوع يبدأ بترجمة عبد المغيث بن زهير بن علوي (١/ ٢) ذيل تاريخ بغداد لابن النجار.
(٣) طبقات الشافعية الكبرى (٥/ ١٣٨، ١٣٩).

<<  <   >  >>