للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو القاسم بن عساكر: حدثني الشيخ أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد ابن محمَّد السلماسي عن أبيه القاضي أبي طاهر قال: قال أبو علي الحسن بن نصر ابن كاكا المرندي الفقيه في ذكر أبي عثمان الصابوني: إنه ذكر أبا منصور المتكلم قال أبو علي: وكنت قد أهملت ذكر اسمه ونسبه اعتمادا على شهرته فقال لي أبو عثمان: قيد ذكره بإثبات اسمه، وأزل الشبهة عن فضله، وأثبت فوق الكنية عبد القاهر بن طاهر لئلا يظن أنك أردت أبا منصور الآخر. فكأنه أشار إلى خلاف في الاعتقاد كان بينهما، ومهما نفيت الاحتمال والشركة ورفعت الظن والشبهة بان أني أردت ببياني أبا منصور البغدادي، ثم قال أبو عثمان: كان من أئمة الأصول وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل والتحصيل بديع الترتيب غريب التأليف في التهذيب، يراه الحيلة صدرا مقدما، ويدعوه الأئمة إماما مفخما، ومن خراب نيسابور أن اضطر مثله إلى مفارقتها ... وتوفي بإسفرايين وبها قبره رحمه الله (١).

قال الذهبي: عبد القاهر بن طاهر العلامة البارع المتفنن الأستاذ أبو منصور البغدادي نزيل خراسان وصاحب التصانيف البديعة واحد أعلام الشافعية، كان أكبر تلامذة أبي إسحاق الإسفراييني، وكان يدرس في سبعة عشر فنا ويضرب به المثل، وكان رئيسا محتشما مثريا، له كتاب التكملة في الحساب، وقال: قال أبو عثمان الصابوني: كان الأستاذ أبو منصور من أئمة الأصول وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل، بديع الترتيب غريب التأليف، إماما مقدما مفخما، ومن خراب نيسابور خروجه منها، وقيل: إنه لما حصل بإسفرايين ابتهجوا بمقدمه إلى الغاية.

قلت -يعني الذهبي-: وقع لي من عواليه وكنت أفردت له ترجمة لم أظفر الساعة بها، مات بإسفرايين في سنة تسع وعشرين وأربعمائة وقد شاخ، وله تصانيف في النظر والعقليات (٢).


(١) تبيين كذب المفتري (ص ٢٥٣، ٢٥٤).
(٢) سير أعلام النبلاء (١٧/ ٥٧٢، ٥٧٣).

<<  <   >  >>