لا تعذرن الدهر صاحب ريبةٍ ... فسان آتٍ أمر سوء، وعاذره
ومن هذا الجنس - وإن لم يكن من النوع نفسه - قول تميم بن أُبيَّ بن مقبل عوف بن حنيف بن العجلان بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة - وقد أحسن فيه ما شاء:
يا حر أمسى سواد الرأس خالطه ... شيب القذال اختلاط الصفو بالكدر
يا حر من يعتذر من أن بلم به ... ريب الزمان فإني غير معتذر
فأما الكلام الذي يستحق قضية الحسن عندي، ولعله كذاك عند غيري فشعر أنشدنيه أبو مسلم عن ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه الأصمعي لبعض القيسيين:
يا سلم لا أقري التعذر نازلي ... والذم ينزل ساحة المعتذر
ولقد علمت إذا الرياح تناوحت ... أطناب بيتك في الزمان الأغبر
إني لأبسط للضيوف تحيتي ... وأشب ضوء النار للمتنور
وتنال بالمال القليل براعتي ... قحماً تضيق بها ذراع المكثر
وهذا البيت الأخير عجب.
والمعاذير كما قال الله من الأدهان "؟ " ومن الرياء والنفاق وهي مع ذلك ربما أردت، وربما كان الصدق أنجى منها في العاجل، فأما في الآجل فكلما.
وعرض الحجاج قوماً من الخوارج للقتل فقال أحدهم: إن لي عليك حقاً أيها الأمير. قال وما هو؟ قال: آني حفظت غيبك، وذلك أنني كنت في مجلس أبن الأشعث فسبك وذكر أمك فقلت: مهلاً إن أبويه كانا كريمين سريين، ولكن ما شئت فيه فقل. واستشهد برجل من الأسرى، فشهد له، فقال الحجاج للشاهد: فما منعك أن تقول قوله؟ قال: قديم بغضي لك. قال: أطلقوا هذا لحقه، وهذا لصدقه.