الكتب التي جمعها أسلافي ذهبت جميعاً بالشام، وكان مدة إستيافي النظر والجمع إلى حين تصنيف هذا الكتاب يقصر عن الاستيعاب، مع ما استفزع هذه المدة من أيام الصبا، التي عذرتني في قلة الحزم والإصابة، لأن كتبنا ضاعت وسنِيّ عشر سنين، وصنفت هذا الكتاب وأنا مستقبل الخامسة والعشرين.
أسأل الله تعالى أن يرزقني برَّ ما أُصنفه من هذا الكتاب وغيره في تخليده لذكرى، واحتسابه بين أهل العلم غيبي، وقيامه بخلافة لساني ومحضري، ومع ذلك كله فأنا فقير من القارئ إلى بسط العذر، وإصلاح المختل، ولمِّ الشعث، ولعلي أزيد في هذا المصنف على طول الأيام ما امتد العمر، وما أتضل الفراغ وإن أقامت الرغبة وإن ثبتت الدواعي وإن نفقت الصناعة، وإن استقام الأمر، وإن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.