وهم يريدون: يا طلح أقبل. ولو أرادوا المناداة باسمه من غير ترخيم لقالوا: يا طلحة أقبل، بضم الهاء على حكم الاسم المفرد، وهذا القول غير طائل في قولهم: امروء، من أجل أنه يحصل الأعراب في وسط الاسم، وذلك لا يتمكن في كلامهم، والعلة في ذلك أنه لا يكون في أوله من أجل استحقاق الأول للحركة، إذ كان لا يقع الابتداء بساكنٍ، فلما استحق الحركة اللازمة كان بمنزلة ما استحق البناء فلم يعربوه في أوله، لأن الإعراب يتغير وينتقل، ومن رأيهم أن يبنوه، ولم يجز أن يعربوه في وسطه لئلا يختل نظام الأبنية، فلم يبق غير آخر فأعربوه فيه، ووجه آخر: أن الإعراب يستحقه الاسم بعد تمام الاسمية فيه، فكان الوجه على هذا أن يعرب في آخره على نحو قولهم: امرؤ، واتباعهم الراء حركه الهمزة، أجروا قولهم ابنم، وقد استقصينا شرحه بعلله وشواهده في غير هذا الكتاب.
وأما قولنا: امرأة فحركت الراء بالفتح، لأنه أخف الحركات، وتحصنت عن أن تتبع حركة الإعراب، لأن الهمزة استغنت عن حرف يعينها في حمل الإعراب، لانتقاله عنها إلى الهاء الموردة للتأنيث مع استفادتها - أعني الهمزة - بعض القوة لتوسطها واحتجازها عن التطرف بالهاء التي بعدها. والكلام في هذه المسألة يتسع لأكثر مما قلناه، ولكنا نرى الاختصار.
وإذا نسبوا إلى امرئ القيس قالوا: امرئي بوزن امرعي بكسر الراء، واقتصروا بالراء على الكسر لمكان ياءي النسبة واستدعائهما الكسر في المشاكلة، هذا القياس عند أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، مولى بني الحارث بن كعب، من مذحج، وعند عامة النحويين، والذي تكلمت به العرب مرئي، بوزن مرعي، وهو عند أهل العربية على الشذوذ، وقال ذو الرمة غيلان بن عقبة بن بهيشٍ - بالشين معجمة - بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان - في قضاعة ملكان وفي السكون ملكان والباقي كله ملكان - بن عدي بن عبد مناة بن ادبن طابخة - واسمه عامر - بن الياس بن مضر، في هجائه هشام بن قيس المرئي: