الحلق، وهو المسترط، الذي يجري فيه الطعام والشراب إلى المعدة، وجمعه أمرئة على أفعلة، ومرؤ - بوزن فعل مضموم الفاء والعين - وأبو أسامة يروي هذا الحرف في " غريب المصف " مشدداً غير مهموز قال: هو المري، وكأنه من مريت الضرع أي مسحته ولينته، وسهلت مجاري اللبن فيه. قال أبو أسامة: وقد روي المريء مهموزاً وهو جائز حسن، فأما أبو الحسن ثابت فرواه بالهمز لا غير، وقال أبو عبد الله بن الأعرابي في كتابه الذي سماه بكتاب " الإبل ": المري - غير مهموز - التي تحلب على غير ولد، وإنما سميت مرياً لأنها تمري بالأيدي فلا تكون مرياً ومعها ولدها.
ويقال هنيئاً مريئاً: أي جارياً لذيذاً سائغاً قال الله عز وجل (فكلوه هنيئاً مريئاً) وقال كُثير بن عبد الرحمن - بن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سعيدة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقباء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن الأزد - وكان يقال له: أبن أبي جمعة ينسب إلى جدة من قبل أمه وهو أبو جمعة الأشيم بن خالد بن عبيد بن مشبر بن رياح بن سالم بن غاضرة أبن حبشية، وقد رأيت بخطوط رؤساء من أشياخ النسب حبشية - مشدد الياء والأول أثبت - وهو قول ابن حبيب. والحبشية النملة الكبيرة، وحبشية هو ابن كعب بن عمرو وكعب أخو مليح بن عمرو -:
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت
وقد قيل في نسب كثير قول آخر ما يضرنا ذكره: كان بعض قوم كثير يقولون: أنهم من ولد الصلت بن النضر بن كنانة، وفي ذلك يقول كثير:
أليس أبي بالنضر أم ليس أسرني ... بكل هجان من بني النصر أزهارا؟
إذا ما قطعنا من قريش عصابة ... فأي قسي تحمل النبل ميسرا؟
لبسنا ثياب العصب فأختلط السدى ... بنا وبهم والحضرمي المخضرا
فإن لم تكونوا من بني النضر فاتركوا ... أراكاً بأذناب الفوائج أخضرا