المرار لأنه غضب غضبة فجعل يأكل المرار، وهو نبت شديد المرارة ولا يحس به من غضبه، وقيل: إنما سمي بذلك لكبره، والمتكبر كأنه مقلص الشفة. وقال أبن دريد إنما سمي بذلك لأنه كان أفوه، والبعير إذا اكل المرار تقلص مشفراه، فشبه به وهو لقبه، وقال أحمد بن عبيد وغيره: إنما سمي بذلك لأن ملكاً من ملوك اليمن أسر امرأته وقال قوم: بنته فقال لها: ما ظنك بحجر؟ فقالت: كأنك به وقد طلع عليك كأنه جمل آكل مرار. قال: والجمل إذا أكل المرار أزبدَ، وقيل: بل أرادت كشره عن أسنانه. وهو حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية والنسابون يسمونه بكندي الأصغر بن ثور بن مرتع وسمي مرتعاً لأنه كان يأتيه الرجل يسأله أن يقطع له من أرضه قطيعة ليرتع فيها سائمته من أبله وغنمه فيرتعه واسمه عمرو بن معاوية بن كندي وهو كندة وهما اسمان له، قالوا: لأنه كند أباه أي عقه وكفره وقال: بل كنَّد على أخيه فقتله واصل الكند القطع، وقال الله عز وجل:(إن الإنسان لربه لكنود) أي قطوع لما بينه وبينه بالكفر. نعوذ بالله من سخطه، ومن حرمان توفيقه، ومع هذا التأويل فالله أعلم بكتابه.
وقال الأعشي الكبير:
احدث لها تحدث لوصلك إنها ... كند لوصل الزائر المعتاد