للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المتلمس:

قلت لطرفة حين قمنا: يا طرفة أني أخاف عليك من نظرته إليك مع ما قلت لأخيه! قال: كلا! فكتب

له كتابا إلى المكعبر - وكان عامله على عمان والبحرين - وكتب لطرفة كتابا، فخرجنا حتى إذا

هبطت أيدي الركاب من النجف بالحيرة إذا أنا بشيخ عن يساري يتبرز، ومعه كسرة يأكلها ويقصع

القمل، فقلت: بالله أن رأيت شيخا أحمق وأضعف وأقل عقلا منك! قال: وما تنكر؟ قلت: تتبرز وتأكل

وتقصع القمل؟! قال: أخرج خبيثا فأدخل طيبا وأقتل عدوا، وأحمق منى والأم حامل حتفه بيمينه لا

يدرى ما فيه!! فنبهني فكأني كنت نائما، فإذا أنا بغلام من أهل الحيرة فقلت: يا غلام تقرأ؟ قال: نعم.

قلت: اقرأه. فإذا: (باسمك اللهم. من عمرو بن هند إلى المكعبر. إذا أتاك كتابي هذا مع المتلمس

فاقطع يديه ورجليه، وادفنه حيا). فألقيت الصحيفة في النهر، وذلك من حيث أقول.

رضِيتُ لها بالماءِ لمَّا رأيتها ... يَعوم بها التَّيارُ في كلّ جدولِ

فقلت: يا طرفة، معك والله مثلها. قال: كلاَّ، ما كان ليكتب لي بذلك في عقر دار قومي، فأتى المكعبر

فقطع رجليه ويديه، ودفنه حيا.

ففي ذلك يقول المتلمس، وكان اسمه جرير بن عبد المسيح:

<<  <   >  >>