للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومر به قطيع من القطا، فقالت: يا عمرو، أتيت، (لو ترك القطا لنام). فذهبت مثلا. فثاروا إليه وثار

عمرو إلى سيفه فخرج عليهم وهو يقول:

لقد عرفتُ الموتَ قبل ذوقهِ ... إنّ الجبانَ حتَفْهُ من فوقِهِ

كلُّ امرئٍ مقاتِلٌ عن طوقهِ ... والثورُ يَحمِى جِلدَه برَوْقِهِ

ورواه غير ابن الكلبي: (كالثور يحمى جلده بروقه).

قال: ولقيه غلام يقال له جعيد بن الحارث المرادي. قال ابن الكلبى: يقال له تمتم بن الجعيد

المرادي. وقد كان عمرو بن امامة قال له: نعم وصيف الملك هذا! فقال جعيد:

أيَّ وصيفِ مَلك تراني ... أما تراني رابطَ الجَنَانِ

أفليه بالسَّيف إذا استفلاني ... أجيِبُهُ لبيك اذ دعاني

روَّيتُ منه عَلقاً ساني

نحن ضربْناه على تَطيابِه ... بالمرجِ مِن مَرجِحَ إذْ ثُرنا به

بكلِّ عضب صارم نَعْصَى به ... نلتهمُ القِرْنَ على اغْترابه

ذاكَ وهذا انقضَّ من شِعابِه ... قُلنا بِهِ قلنا بهِ قُلنا به

نحن أرحنا النَّاسَ من عذابه ... فليأتِنا الدَّهْرُ بما أتى به

وقال ابن الكلبي: إنما قال هذه القصيدة هبيرة بن عبد يغوث بن عمرو المذكور، ولم يقلها زنباع

المرادي. وزاد فيها ابن الكلبي أبياتا لم تكن في كتاب أبي عمرو، وهي:

نحن أرحنْا الناسَ من عِتابه ... لما التقَينا ثار في أصحابه

كَثَورَة الفالجِ في رِكابِه ... له صَليلٌ مِن صريفِ نابه

<<  <   >  >>