حتَّى إذا رَفَّع من عِقابه ... وحولَه ألفانِ من حِرابه
زُرقٌ بأيدي الفرس من حُجَّابه ... ضَربْتُ بالسَّيفِ على نِطابه
أتى به الدَّهرُ بما أتَى به ... قُلْنا به قُلنا به قُلنا به
ولم يعرف خراش ما النطاب.
فتفرقت عنه الناس وانصرفت مراد إلى اليمن، وأقبل جعيد بن الحارث امرأته الغسانية إلى بيت
الأسود بهجر، وبابنيه وهما غلامان قد أوصفا - أي صارا وصيفين - فأتى بهما عمرو بن هند فقال:
أيها الملك، سترت عورتك وقتلت عدوك! فقال له عمرو: وإن لك عندي لحبء أنت أهله، أضرموا
له نارا ثم اقذفوه فيها. فقال له: أيها الملك، أني كريم فليطرحني فيها كريم؛ فإن لي حسبا. فأمر ابنه
وابن أخيه أن يتوليا ذلك منه، فانطلقا به، فلما أدنى من النار مسح شراك نعله، فقيل له: ما دعاك إلى
مسح شراك نعلك وأنت مطروح في النار فقال: أحببت أن لا دخل النار إلا وأنا نظيف. ثم قال:
الخيرُ لا يأتِي به حبُّهُ ... والشَّرُّ لا ينفع مِنْه الجزَعْ
ثم قذف نفسه وبهما معه في النار فاحترقوا جميعا، فقال طرفة بن العبد، وكان أول من نعاه إليه:
أعمَرو بَن هند ما تَرى رأىَ معشرٍ ... أفاتُوا أبا حَسَّانَ جاراً مُجاورا
وهي قصيدة من شعره.
فاحتمل عمرو بن هند على طرفة الذي كان من مسيره مع عمرو بن أمامة فأضم عليه - أي حقد
عليه - وكانت أول موجدة عليه، فبعث عمرو بن هند إلى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute