للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صباحاً وعم صباحاً، وانعم ظلاما وعم ظلاما: تحية لهم.

وروى الأصمعي: (ألا عم صباحا). وقال: معناه انعم. وقال: هكذا تنشده عامة

العرب، وتقدير الفعل الماضي منه وعم يعم، ولا ينطق به. وقال الفراء: قد يتكلمون بالأفعال

المستقبلة ولا يتكلمون بالماضي منها. فمن ذلك قولهم: عم صباحا ولا يقولون وعم. ويقولون: ذر ذا

ودعه، ولا يقولون وذرته ولا ودعته. ويتكلمون بالفعل الماضي ولا يتكلمون بالمستقبل. فمن ذلك

عسيت أن أفعل ذاك، ولا يقولون أعسى في المستقبل، ولا عاس في دائم. وكذلك يقولون: لست أقوم،

ولا يتكلمون منه بمستقبل ولا دائم. وقال أبو عبيدة: ويروى: (ألا انعم صباحا) والعرب تقول: نعم

ينعَم ينعِم، وحسب يحسَب يحسِب، ويئس ييأس وييئس، ويبس ييبَس ييبِس؛ فكسر المستقبل في

هؤلاء الأحرف على غير القياس؛ لأن بناء فعل أن يكون مستقبله يفعل بالفتح، إلا هؤلاء الأحرف

وقولهم ولى يلي، وهذه حروف شاذة لا يقاس عليها.

وألا افتتاح للكلام، وانعم مجزوم على الأمر، وصباحا منصوب على الوقت. ومن رواه (ألا عم

صباحا)، قال: علامة الجزم سكون الميم. والواو التي في وعم في التقدير سقطت من الأمر بناء على

سقوطها من المستقبل، إذ كان تقدير عم في الأمر تقدير زن من الوزن، وعدْ من الوعد.

(تَبَصَّرْ خليلِي هَلْ تَرَى من ظعائنٍ ... تَحَمَّلنَ بالعَلياءِ منْ فوقِ جُرثُمِ)

قال أبو جعفر: قوله (تبصر خليلي) معناه إنه هو شغل بالبكاء فقال لخليله: تبصر أنت، لأني أنا

مشغول بالبكاء عن النظر. قال: وكذلك قول امرئ القيس:

أعنِّي على برقٍ أُريكَ وميضَه ... كلمعِ اليدين في حَبِيّ مكلَّلِ

<<  <   >  >>