للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي كأني دفعتهم إلى الأعداء. وقال أوس بن حجر:

نكَّبتُها ماءَهمْ لمَّا رأيتهمُ ... صُهبَ السِّبال بأيديهم بيازيرُ

البيازير: جمع بيزارة، وهي العصا الغليظة. وحكى أبو العباس عن أبي محلم إنه قال: حياض الديلم

مياه معروفة للأعراب، وحكى ذلك عنهم وقال: غلط الأصمعي في قوله: الديلم الأعداء. وقال أبو

جعفر في قوله تنفر عن حياض الديلم: معناه سقيتها بهذين الماءين فأرويتها لمعرفتي؛ أي أني أمر

بحياض الديلم، وهم الأعداء، فأجيزها إياها ولا ألتفت إلى الأعداء. فجعل الخبر لها والمعنى له. وقال

غير أبي جعفر: الديلم: الداهية. وقال بعضهم: قرى النمل. وقيل: الديلم ماء من مياه بني سعد.

فيقول: تزاورت وتجانفت عنها لأنها تخافها. وقوله (زوراء): تجانف عن الحياض أي تمايل.

والباء صلة شربت، واسم أصبحت مضمر فيه من ذكر الناقة. وزوراء خبر أصبحت، وتنفر

موضعه في التأويل نصب على الاتباع لزوراء، كأنه قال: فأصبحت زوراء نافرة عن حياض الديلم.

(وكأَنمّا تنأَى بِجانبِ دَفِّها ال ... وَحشيِّ من هَزِجِ العشِيِّ مُؤَوَّمِ)

يقول: بها من الحدة والنشاط ما كأن هرا بها تحت دفها ينهشها. و (تنأى): تبعد. و (الدف): الجنب.

قال الراعي:

ما بال دَفِّك بالفِراش مَذِيلا ... أقَذىً بعينك أو أردتَ رحيلا

والدف: الذي يلعى به، تفتح الدال منه وتضم. والوحشي من البهائم: الجانب الأيمن. والإنسي:

الجانب الأيسر؛ لأنها تؤتى في الركوب والحلب والمعالجة منه قال الراعي:

<<  <   >  >>