والأباريقُ عليها فُدُمٌ ... وعِتاق الخيل تَرِدى في الجِلالِ
وقال أبو جعفر في قوله: (مفدم): معناه عليه الفدام يصفى به، كما تشرب الملوك. ويروى: (ملثم)،
أي عليه لثام.
والباء في الزجاجة صلت للشراب، وصفراء نعت الزجاجة، وذات نعت الزجاجة أيضا، والباء
الثانية صلة قرنت، وأزهر مختفض بالباء إلا إنه نصب لأنه لا يجري، ومفدم نعته، وفي صلة
قرنت.
(فإِذا شَرِبْتُ فإِنَّنِي مُسْتهلِكٌ ... مالِي وعِرضي وافرٌ لم يُكْلَمِ)
يقول: إذا شربت أنفقت مالي وأهلكته في السخاء. وقال أبو جعفر في قوله: (فإنني مستهلك مالي):
معناه وهبت وأعطيت وأكلت وشربت. أحب أن يعلمها إنه سخي كريم في الحالين جميعا: في صحوه
وسكره، وأن الخمر لا تحل منه شيئا كان ممنوعا. وقال غيره: العرض موضع المدح والذم من
الرجل. والعرض أيضا: البدن. جاء في الحديث: (إن أهل الجنة لا يتغوطون ولا يبولون، إنما هو
عرق يجري من أعراضهم مثل رائحة المسك). وقال بعضهم في قوله (وعرضي وافر): معناه نفسي
كريمة. قال: فالعرض النفس. واحتج بقول حسان:
فإنّ أبي ووالدَه وعرضي ... لعِرض محمدٍ منكم وِقاءُ
أراد: نفسي: و (الوافر): التام. يقال وفر الشيء يفر وفورا ووفرا.
والفاء الأولى تصل ما بعدها بما قبلها، والفاء الثانية جواب إذا، والنون والياء اسم إن، ومستهلك
خبرها، ومالي منصوب بمستهلك، وعرضي مرتفع بوافر، والواو التي في العرض واو الحال، كما
تقول: أنا ضارب زيدا وعبد الله قاعد. ويكلم جزم بلم.
(وإِذا صَحَوتُ فما أُقصِّرُ عَنْ ندىً ... وكما عَلمتِ شمائلي وتكرُّمي)
قوله (صحوت): ذهب سكرى. يقال: صحا السكران من سكره، والمحب من