(بَطَلٍ كأَنَّ ثيابَهُ في سَرحَةٍ ... يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ لَيْسَ بتَوْأَمِ)
ويروى: (كأن سلاحه في سرحة)، يقول: هو طويل من الرجال تام، فكأن ثيابه التي هي عليه، إنما
هي على سرحة من طوله. والسلاح يذكَّر ويؤنَّث، قالت الدبيرية: سمى جدنا دبيرا لأن السلاح
أدبرته. والمسالح: المواضع يستعمل فيها السلاح. ومعنى قوله (في سرحة)، أي على سرحة، فأقام
(في) مقام (على). قال الله عز وجل: (ولأصَلِّبنَّكم في جذوع النَّخْل)، أي على جذوع النخل. قال
الشاعر:
نصبنا رأسَه في رأس جذع ... بما جَرَمت يداه، وما اعتدينا
أي على رأس جذع. وقوله (يحذى نعال السبت) معناه ليس براعي إبل فيلبس الجلد الفطير.
والسبت: جلود البقر إذا دبغت بالقرظ، فإن لم تدبغ بالقرظ فليست بسبت. وقوله (ليس بتوأم)، يقول:
لم يزحمه آخر في الرحم فيخرج ضاويا ضعيفا. يقال: هو توأم، إذا ولد معه آخر. والجميع توائم
وتؤام. وأنشدنا أبو العباس:
قالت لها ودمعُها تؤام ... على الذين ارتحَلُوا السَّلامُ
وقد أتأمت المرأة فهي متئم، إذا ولدت اثنين في بطن، فإذا كان ذلك عادتها فهي متآم. وقال أبو
جعفر: توائم جمع توأمة للمؤنث، وتوأمن جمع توأم للمذمر. و (السرحة): الشجرة الطويلة؛ وجمعها
سرح.
وبطل مخفوض لأنه نعت لحامي الحقيقة، والثياب اسم كأن، وفي سرحة خبر كأن ويحذى مرفوع
بالياء وموضعه في التأويل خفض لأنه نعت لبطل، ولورد إلى الدائم لقيل فيه بطل محذو نعال
السبت، واسم ما لم يسم فاعله مضمر في يحذى، والنعال خبر ما لم يسم فاعله، واسم ليس مضمر
فيها، وتوأم خبرها.