وقال أبو جعفر في قوله (أبدى نواجذه لغير تبسم)، معناه استبسل للموت. وأخرى استبسل.
(فَطَعنتُه بالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوتُه ... بمهنَّدٍ صافِي الحَديدةِ مِخْذَمِ)
(المهند): المعمول بالهند. قال يعقوب: سمعت أبا عمرو الشيباني يقول: التهنيد: شحذ السيف.
و (المخذم) من السيوف: الذي ينتسف القطعة، أي يرمى بها. قال الشاعر:
عَقِيلا سُيوفٍ مِخذَمٌ ورسوبُ
والرسوب: الذي يرسب، وهو الغامض القطع.
وصافي الحديدة نعت للمهند؛ لأن صافي الحديدة نكرة في التأويل، إذ كانت الألف واللام تحسنان
فيه، فيقال الصافي الحديدة.
(عَهْدِي به مَدَّ النَّهارِ كأَنَّما ... خُضِبَ البنانُ ورأسُه بالعِظلَمِ)
(مد النهار): أوله، أي حين امتد النهار. يقال: أتيته مد النهار، وشد النهار، ووجه النهار، وشباب
النهار، أي أوله. ويروى: (شدَّ النهار) أي ارتفاعه. و (العظلم): الوسمة.
ومد النهار منصوب على الوقت، وخبر عهدي ما عاد من الهاء، والتقدير: كأنما خضب بنانه
ورأسه، فأقام الألف واللام في البنان مقام الهاء، كما قال الله عز وجل: (ونَهَىَ النَّفْسَ عن الهوى)، أي
عن هواها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute