(الربذ): السريع الضرب بالقداح؛ والربذ المصدر. يقول: هو حاذق بالقمار والميسر، خفيف اليد
بضرب القداح. وهذا كان مدحا عند العرب في الجاهلية. وقوله (إذا شتا) قال يعقوب: إنما يضربون
بالقداح في شدة الزمان وكلب البرد. وقوله (هتاك غايات التجار)، الغاية: الراية راية الخمارين.
وأنشد قول أبي ذؤيب ووصف الخمار:
له رايةٌ تَهدى الكرامَ عُقابُها
وقوله (هتاك غايات التجار)، معناه إنه يأتي الخمارين فيشتري كل ما عندهم من الخمر فيقلعون
راياتهم ويذهبون، فذلك هتكه. وقال أبو جعفر: كان أصحاب الخمر إذا نزلوا رفعوا راية ليُعرفوا بها.
والراية هي الغاية، فلا يقلعونها حتى تشتري خمرهم جمعاء. وقوله (ملوم) معناه معذّل يلام على
إنفاق ماله في الفتوة. يقال: ألام الرجل، إذا أتى بما يلام عليه. وقد ألأم، إذا أتى باللؤم.
وربذ وهتاك وملوم نعوت لحامي الحقيقة، واليدان مرتفعان بمعنى ربذ.
(لمَّا رآني قد نزلْتُ أُريدُه ... أَبْدَى نَواجذَه لغير تبسُّمِ)
قوله (أبدى نواجذه) معناه كلح في وجهي فبدت أضراسه. والناجذ: آخر الأضراس. ومن ذلك قولهم:
عض على ناجذه. وقال الأعشى:
ولسوفَ تَكلَح للأسِ ... نَّةِ كَلْحةً غيرَ افترَارَهْ
يقول: ليس إبداؤه نواجذه للضحك، إنما ذاك لكراهة منه وخشية من الموت.
وفاعل رآني مضمر فيه من ذكر حامي الحقيقة، وأريده موضعه رفع في اللفظ بالألف، وموضعه
نصب في التأويل على الحال، كأنه قال: قد نزلت مريدا له. وأبدى جواب لما.