كم لكَ من خَصلة مباركة ... يَحسبِها بالبنان حاسُبها
قال أبو جعفر: البنان الأصابع بكمالها.
وجزر السباع نصب بتركته، وما في موضع نصب بينشنه، أي فيما بين.
(ومَسَكِّ سابغةٍ هَتَكتُ فروجَها ... بالسَّيف عن حامي الحقيقةِ مُعْلِمِ)
و (مسكها): سمرها. وروى الأصمعي: (ومشك سابغة). قال: ومشكها: حيث يجمع جيبها بسير قال
الأصمعي: كانت العرب تجعل سيرا في جيب الدرع يجمع جيبها، فإذا أراد أحدهم الفرار جذب السير
فقطعه واتسع الجيب فألقاها عنه وهو يركض. والسابغة: الدرع الفاضلة الواسعة التامة. وقوله:
(هتكت) معناه قطعت وخرقت. وقوله (حامي الحقيقة)، معناه يحمي ما يحق عليه أن يمنعه. قال حمى
أنفه حمية، ومحمِية، ومحميَّة. قال الفرزدق:
دافعْ إذا ما كنت ذا محميَّةْ ... بدارِ ميٍّ أمُّه ضبِّيَّهْ
صَمَحْمح مِثلِ أبي مَكّيَّه
يعنى نفسه. وذلك إنه ولدت له جارية من سوداء فسماها مكية وتكنى بها. وقوله (معلم) معناه قد اعلم
نفسه، أي هو معروف. وقال أبو جعفر في قوله (ومشك سابغة): مشكها: نسجها.
والمسك مخفوض بإضمار رب، وهتكت فروجها صلة سابغة، والباء وعن صلتان لهتكت، والحامي
خفض بعن، والمعلم نعت لحامى الحقيقة.
(رَبِذٍ يَدَاهُ بالقِداحِ إذا شَتا ... هَتّاكِ غاياتِ التِّجارِ مُلَوَّمِ)