للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (الأبطال): الأشداء. (والتغمغم): صوت تسمعه ولا تفهمه. وقال أبو جعفر: يقال نعم حوم، إذا كان

كثيرا لا يدرك عدده.

وفي حومة الموت من صلة تقلص. ويجوز أن يكون من صلة حفظت، والتي نعت للحومة،

والأبطال رفع بيتقي، والغمرات نصب بيتقي، واختفضت التاء لأنها غير أصلية، وغير نصب على

المصدر.

(إِذْ يتَّقُونَ بي الأَسِنّةَ لم أَخِمْ ... عَنْها ولكنِّى تَضَايقَ مُقدَمي)

قوله (يتقون بي الأسنة): معناه يجعلونني بينهم وبينها. يقال اتقاه بحقه، وتقاه بحقه، أي جعله بينه

وبينه. والأسنة: جمع سنان. وهو الذي يطعن به. والسنان والمسن هو الحجر الذي تحدد به

السكاكين. قال ذو الرمة:

وزُرقٍ كسَتهنَّ الأسنَّةُ هَبوةً ... أرقَّ من الماء الزُّلال كليلُها

وقوله (لم أخم)، معناه لم أنكل ولم أضعف. يقال خام يخيم، إذا ضعف وجبن. وقد أخام يخيم، إذا

أصاب رجله كسر أو علة فلم ينبسط في المشي. قال الشاعر:

رأوا وقرةً في عظْم ساقي فحاولوا ... جُبوريَ لمَّا أن رأوني أُخيمُها

قوله (ولكني ضايق مقدمي) معناه ضاق المكان الذي اقدم فيه، فصرت في مضيق من الأرض لا

أستطيع أن أقدم فرسي فيه. يقال: إنه لجريء المقدَم، أي عند الإقدام، كقولك: حلفت بجهد المقسم، أي

بجهد القسم. ولا يجوز جري المقدِم بكسر الدال، لأن المقدِم لا يكون مصدرا؛ إنما المقدِم الرجل الذي

يقدم، ولا معنى له هاهنا. ويقال: نحر فلان مقدمة إبله، وهي التي تبكر باللقاح. والعرب تقول للشيء

معناه فعل: قد تفاعل، كقولك: قد تباعد

<<  <   >  >>