للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو عبيدة: إنما سمى الأيام غر طوالا لعلوهم على الملك وامتناعهم منه، لعزهم، فأيامهم غر

لهم، وطوال على أعدائهم.

قال أبو بكر: ربما جعلت العرب الأيام نعما. قال الله تبارك وتعالى: (وذكِّرهم بأيَّام الله)، قال مجاهد:

معناه بنعم الله عز وجل. قال أبو عبيدة: هذه كلمة قلمَّا وجدنا لها شاهدا في كلامهم: أن يقال للنِّعم

أيام؛ إلا أن عمرو بن كلثوم قد قال: (وأيام لنا غر طوال)؛ فقد يكون جعلها غرا طوالا لإنعامهم على

الناس فيها. فهذا شاهد لمذهب مجاهد. وقوله (عصينا الملك فيها أن ندينا)، معناه عصينا الملك أن

نطيعه. يقال: دنت لفلان، أي دخلت في طاعته. و (الملك) يقال ملك ومليك. روى عبدو الوارث عن

أبي عمرو: (مَلْكِ يوم الدِّين) بتسكين اللام. وقال ابن الزبعري للنبي صلى الله عليه وسلم:

يا رسولَ المليكِ أن لساني ... راتقٌ ما فتقْتُ إذْ أنا بُورُ

والأيام مخفوضة بمعنى رب، ولنا صلة الأيام، وأن ندينا نصب بإسقاط الخافض. ويروى: (وأيام لنا

ولهم طوال).

(وسَيِّدِ مَعْشَرٍ قد تَوَّجُوه ... بِتاجِ المُلْك يَحمِي المُحجرينا)

ويروى: (قد عصبوه بتاج الملك). و (يحمى) معناه يمنع. و (المحجرين) معناه الذين ألجئوا إلى

الضيق. والسيد مخفوض بإضمار رب، وقد توجوه صلة سيد، ويحمى موضعه خفض في التأويل

على النعت للسيد، أي حامي المحجرين.

(تَرَكْنَا الخَيلَ عاكِفةً عَليهِ ... مقلَّدةً أَعتَّتَها صُفُونا)

تركنا الخيل عاكفة عليه، معناه واقفة مقيمة عليه. وواحدة الصفون صافن،

<<  <   >  >>