للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروى: (ما تراخى الصف عنا). وقوله (تراخى) معناه تباعد. يقال: تراخت داره، إذا بعدت.

ويقال: ما بيني وبينك متراخ، أي متباعد. وقوله (ونضرب بالسيوف إذا غشينا) معناه إذا دنا بعضنا

من بعض ونطعن إذا تباعدوا. وقال أبو جعفر: هذا مثل قول زهير:

يَطعنُهمْ ما ارتمَوْا إذا اطَّعَنُوا ... ضربَ حتَّى إذا ما ضاربوا اعتَنَقَا

أي يكون قريبا منهم، فإذا رموا طاعن، فإذا طاعنوا ضارب، وإذا ضاربوا اعتنق.

وما نصب بنطاعن، وتراخى الناس عنا صلة ما ولا عائد لما؛ لأنها في مذهب المصدر وأصلها

الجزاء.

(بسُمْرٍ من قَنا الخَطِّىِّ لُدْنٍ ... ذَوَابِلَ أو ببِيض يَعْتَلينا)

أراد: نطاعن بسمر من قنا الخطى. و (الخطى) منسوب إلى الخط، والخط مرفأ البحرين. قال

زهير:

وهل ينُبِتُ الخطِّىَّ إلاّ وشيجُه ... وتُغَرس إلاّ في منابتها النخلُ

يقول: لا ينبت القناة إلا القناة. و (الوشيج): القنا، واحدها وشيجة. والوشوج: دخول الشيء بعضه

في بعض. و (لدن): لينة. و (ذوابل): فيها بعض اليبس. يقول: لم تجف كل الجفوف فتنشق إذا طُعن

بها وتندق. قال الشاعر:

سائلْ بنا حُجر بن أمِّ قَطَامِ إذْ ... ظلَّت به السُّمْر الذوابلُ تلعبُ

أراد: تسرع فيه وتهلكه.

<<  <   >  >>