للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباء صلة وسوق.

(نحُزُّ رُءُوسهم في غَيرِ بِرٍّ ... فما يدرونَ ماذا يتَّقُونا)

قوله (في غير بر) معناه في غير بر منا بهم، ولا شفقة عليهم، فما يدرون كيف يردون عن أنفسهم.

و (في) من صلة نحز، وهي حال معناه نحز رءوسهم غير بارين.

وموضع ما رفع بذا، وذا بما، ويتقون صلة ذا، والهاء المضمرة تعود عليه، وتقديره: ما الذي

يتقونه. ويجوز أن يكون ماذا حرفا واحدا منصوبا. بيتقون، يريد بأي شيء يتقون. ويروى: (نجذ

رءوسهم) أي نقطعها. قال الله جل ذكره: (عَطاءً غيرَ مجذود) أراد غير مقطوع. ويقال: جذت الشيء

أجذه جدا، أي قطعته. قال الشاعر:

رضيتُ بها فارضَيْ كميعَكِ واسلمي ... فلو لم تخوني لم نجذَّ الحبائلا

ويقال جددت الشيء بالدال غير معجمة، أي قطعته. ويروى: (نجذ رءوسهم في غير شيء). وقال

أبو جعفر: قد دهشوا فما يدرون كيف يتقون ونحن نقتلهم كيف شئنا. قال: ويروى: (نحز رؤوسهم

في غير بر)، أي تسقط في بحر من الدماء، يريد لا تسقط في صحراء. وهذا مثل، أي صارت

الأرض كالبحر من الدم. ويروى (نجز رؤوسهم) بالجيم والزاي.

(كأَن سُيوفنا فِينا وفيهمْ ... مخَاريقٌ بأَيدِي لاعِبِينا)

معناه: كأن اختلاف سيوفنا فيما بيننا في كثرتها وسرعتها مخاريق بأيدي صبيان يلعبون. وواحد

المخاريق مخراق، وهو ثوب يفتل. وقال أبو جعفر: معناه من حذقنا وخفتنا بالضرب كأن سيوفنا

مخاريق بأيدي صبيان يلعبون.

<<  <   >  >>