للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسيوف اسم كأن، ومخاريق خبر كأن، وفينا وفيهم معناهما الحال. ونوَّن مخاريق وهي لا تجري،

لأن كل مالا يجرى تجريه الشعراء في شعرهم ليستوي بالتنوين وزن البيت، إلا أفعل إذا صحبته

من، فإنه لا يحتمل لأحد إجراؤه في شعر ولا في كلام، كقولك: هو أعقل منك، لأن في أعقل معنى

إضافة. ألا ترى أنك تقول: هو أعقل من زيد فتجد معناه هو أعقل الرجلين، فلا يجوز فيه التنوين،

اذ كانوا لا يجمعون بين التنوين والإضافة. والباء صلة مخاريق.

(كأَنَّ ثِيابنا مِنّا ومِنهم ... خُضِبن بأُرجُوانٍ أو طُلِينا)

(الأرجوان): صبغ احمر. فشبه كثرة الدماء على الثياب بصبغ أحمر.

وخبر كأن ما عاد من خضبن، وطلينا نسق على خضبن.

(إِذَا ما عيَّ بالإِسناف حَيٌّ ... مِن الهَوْل المشبَّه أن يكونا)

(الإسناف): التقدم في الحرب. و (عي) من العي في الحرب لهولها. يقال: عييت بالأمر، وأعييت

في المشي. والأصل في عي عيي، فاستثقلوا الجمع بين حرفين متحركين من جنس واحد فأسكنوا

الياء الأولى وأدغموها في الثانية التي بعدها. و (المشبه) إذا اشتبه الأمر عليهم فلم يعلموا كيف

يتوجهون له.

وما صلة، واسم الكون مضمر فيه، ولا خبر للكون لأنه بمعنى الحدوث والوقوع. يريد أن يقع

ويحدث.

(نصَبْنا مِثْل رَهْوةَ ذاتَ حدٍّ ... محافظَةً وكُنّا السَّابقينا)

معناه إذا عي أهل الحرب بالحرب واشتبهت عليهم أمورهم فلم يتوجهوا لها نصبنا مثل رهوة.

و (رهوة): جبل. أي أتينا بكتيبة مثل رهوة. (ذات حد): كتيبة

<<  <   >  >>