للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إذا انقلبت) معناه إذا انقلبت أرنت في ثفافها، أي صوتت وشجت قفا من يثقفها، أي يقوّمها. وهذا

مثل ضربه. أي قناتنا لا تستقيم لمن أراد أن يقومها. ويروى: (مثقفة إذا غمزت أرنت). ويروى في

البيت الأول: (ولته عشوزنة) بالتوحيد؛ فمن جمع رد الهاء على الأعداء، ومن وحد ردها على واحد

الأعداء. انشد الفراء:

فإنْ تعهدي لامرئٍ لمَّة ... فإنَّ الحوادث أزرى بها

ذهب بالحوادث إلى معنى الحدثان. والعشوزنة الثانية مردودة على الأولى، والجبين نسق على القفا.

(فهل حُدِّثْتَ في جُشَمَ بنِ بكرٍ ... بنقْصٍ في خُطوب الأَوّلينا)

ويروى: (عن جشم). وإنما يخاطب عمرو بن هند. معناه هل حدثت أن أحدا اضطهدنا في قديم

الدهر. و (الخطوب): الأمور، واحدها خطب. قال الله عز وجل: (ما خَطْبُك)، معناه ما أمرك. ونقص

من النقصان.

وفي الأولى صلة حدثت، والثانية صلة نقص.

(وَرِثْنا مَجدَ عَلْقمةَ بنِ سَيفٍ ... أَباحَ لنا حُصون المَجْدِ دِينا)

ويروى: حصون الحرب دينا. (المجد): الشرف والرفعة. وعلقمة: رجل منهم. وقوله (أباح لنا

حصون الحرب) معناه إنه كان قاتل حتى غلب عليها ثم تركها مباحة لنا. و (دنيا) معناه خاضعا

ذليلا. ويروى: (أباح لنا حصون المجد حينا).

ودينا منصوب على الحال مما في أباح، وهو مجعول في موضع الحال.

<<  <   >  >>