للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو مفعل من القتو - والقتو: الخدمة خدمة الملوك خاصة والتذلل لهم - ثم أن الشاعر اضطر

إلى تخفيف الياء فقال مقتوين يريد مقتويين. فإذا

قالوا للواحد رجل مقتوى رجعلوا إلى التشديد، ففي هذا دلالة على أن الشاعر اضطر. ووجد التخفيف

في الكلام يأتي كثيرا في المشدد، مثل نيَّة ونِيَة، وطيَّة وطيَة، أشباه ذلك.

(فإِنَّ قَناتَنا يا عَمرُو أَعْيَتْ ... على الأَعداءِ قَبلكَ أن تَلِينا)

ويروى: (وإن قناتنا)، أي عودنا وأصلنا. وهذا مثل. يريد أن كل من نازعنا وأراد مغالبتنا خاب

وفزنا بالظفر به.

وموضع أن نصب على معنى بأن تلين، ولأن تلين.

(إِذَا عَضَّ الثِّقافُ بها اشمأَزَّتْ ... وولَّتْهُمْ عَشَوزَنَةً زَبونا)

(الثقاف): ما تقوم به الرماح، قال عبد الله بن مسعود رضي الله سبحانه عنه: (أعربوا القرآن فإنه

عربي، فإنه سيجيء قوم يثقفونه وليسوا بخياركم). فمعنى يثقفونه يقوّمون حروفه كما يثقف المثقف

الرمح. ومعنى الحديث أنهم يقومون ألفاظه ولا يعملون به. وقوله (اشمأزت) معناه نفرت.

و (عشوزنة): شديدة صلبة. و (زبون) تضرب برجليها وتدفع. ويقال زبنه بزبنه، أي دفعه. والزبانية

عند العرب: الأشداء؛ سموا زبانية لأنهم يعملون بأرجلهم كما يعملون بأيديهم. قال الله تبارك وتعالى:

(سَنَدْعُ الزَّبانية). وقال الشاعر:

مَطاعيمُ في المَقْرَى مَطاعينُ في الوغَى ... زَبَانيَةٌ غُلْبٌ عظامٌ حلومُها

والعشوزنة نصب بولت، والزبون نعت العشوزنة.

(عَشَوزنةً إذا انقلبَتْ أَرنَّتْ ... تَدُقُّ قَفَا المثقِّف والجَبينا)

<<  <   >  >>